Section outline

  • المعلومات التقنية:

    المركز الجامعي مغنية / معهد العلوم الاجتماعية والإنسانية

    السنة الجامعية: 2024–2025

    الأستاذ: د. مجاهدي أسامة

    عنوان المقياس: علم النفس الفسيولوجي

    الفئة المستهدفة: طلبة السنة الثانية ليسانس علم النفس

    طبيعة المقياس: سداسي – نظري

     (90 دقيقة للمحاضرة) (24) ساعة تعليمية

    أهداف المقياس:

    1. معرفة مكونات الخلية والجهاز العصبي مع اضطراباته: يهدف المقياس إلى تعريف الطلبة بمكونات الخلية العصبية والبنية العامة للجهاز العصبي والاظطرابات التي يمكن أن تصيب الانسان.
    2. فهم السيالة العصبية: سنقوم بدراسة كيفية انتقال الإشارات العصبية في الجهاز العصبي.
    3. فهم الحواس والإدراك: تزويدكم بفهم لآليات الإحساس والإدراك وكيفية تعامل الدماغ مع هذه المعلومات.
    4. دراسة وظائف الجهاز العصبي: سنقدَّم شرح لكيفية عمل الوظائف الحسية (البصرية، السمعية، اللمسية).
    5. التعرف على الوظائف الدماغية: فهم آليات الإدراك والذاكرة في الدماغ.

     نظرة عامة على محتوى المقياس:

    يهدف هذا المقياس إلى تقديم مدخل علمي لفهم الأسس البيولوجية للسلوك الإنساني. من خلال ربط الوظائف العصبية والهرمونية بالظواهر النفسية، يتعرف الطالب على كيفية عمل الجهاز العصبي وأثره في الحياة اليومية، من الإدراك إلى الانفعالات. كما يعالج المقياس تطور علم النفس الفسيولوجي، ويعرض الأدوات المعتمدة فيه، إلى جانب فهم التأثيرات العضوية للاضطرابات النفسية، مما يعزز من قدرة الطلبة على الربط بين النظرية والممارسة في ميادين علم النفس العصبي والإكلينيكي.

     المرجعية العلمية المعتمدة: (ترسل في ايمايلات الطلبة)

    علم النفس الفسيولوجي – د. عبد العزيز ثابت

    Biological Psychology – James W. Kalat

    مقالات وتقارير حديثة من الدوريات العلمية (مثل: Journal of Neuroscience و Brain and Behavior)

    مقاطع توضيحية ومجسمات تشريحية تعليمية لدعم الفهم البصري

    البرنامج الوزاري المقرر:

    1. لمحة تاريخية عن علم النفس الفسيولوجي: التعرف على المراحل التي مر بها تطور هذا المجال عبر التاريخ.
    2. أدوات أخصائي علم النفس الفسيولوجي: دراسة الأدوات والتقنيات التي يستخدمها المختص في هذا المجال.
    3. تصنيف الظواهر حسب مجال الدراسة: تصنيف الظواهر النفسية بناءً على علاقتها بالجهاز العصبي.
    4. التركيب العام للجهاز العصبي: التعرف على البنية العامة للجهاز العصبي المركزي والمحيطي.
    5. النسيج العصبي ووظائفه: دراسة الخلية العصبية، بنيتها، ووظيفتها.
    6. الجهاز العصبي المركزي: دراسة تفصيلية لأجزاء الجهاز العصبي المركزي.
    7. الجهاز العصبي المحيطي: التعرف على مكونات الجهاز العصبي المحيطي ووظائفه.
    8. النخاع الشوكي: دراسة دوره ووظائفه في نقل الإشارات العصبية.
    9. إصابات الجهاز العصبي: التعرف على التأثيرات الناتجة عن إصابات الجهاز العصبي.
    10. فيزيولوجية جهاز الإفراز الداخلي: دراسة كيفية عمل الغدد الإفرازية وتأثيرها على الوظائف العصبية.
    11. الهرمونات والنواقل العصبية: دراسة تأثيرات الهرمانات ووضائفها وطرق عمل النواقل العصبية
    12. فزيولوجية عمل المخدرات: دراسة كيف تؤثر المخدرات على الجهاز العصبي وبدورها على الانسان
    13. الاستجابة الانفعالية: دراسة التغيرات الجسدية والهرمونية على الجسم التي تطرأ وقت التوتر
    14. الأسس العصبية للاضطرابات النفسية: دراسة الخلل البيولوجي إلى السلوك المرضي

     هذا المقياس يهدف إلى إكسابكم فهماً عميقاً للعلاقة بين العمليات الفسيولوجية وسلوكيات الإنسانية، مما يشكل أساساً مهماً لفهم الأنظمة العصبية والإدراكية، كما يؤهلكم لفهم الآليات التي يعمل بها الجهاز العصبي وكيف تنشأ التغيرات الفسيولوجية العصبية والهرمونية انطلاقا من إنفعالات أو نشاطات يومية على السلوك والمزاج وغيرها


  • الخريطة الذهنية التوضيحية لمقياس علم النفس الفزيولوجي

  •  لمحة تاريخية عن علم النفس الفسيولوجي


    1. العصور القديمة:


    - النفس والجسد: تعود جذور دراسة العلاقة بين النفس والجسد إلى الفلسفات القديمة. فقد اعتبر أفلاطون أن النفس هي مصدر الحركة لدى الكائن الحي، وهي موجهة نحو الأفكار، بينما الجسد يتفاعل مع العالم المادي. هذا التقابل بين النفس والجسد استمر لفترة طويلة في الفكر الغربي.

      

    - علم الإشارات والنماذج العصبية: في العصور القديمة، ظهرت أفكار حول وجود تفاعل بين النفس والجسد، مثل نظرية "ركيزة – نموذج – دلالة" التي ظهرت لاحقًا في نظريات التواصل. تمثلت الركيزة في العمليات العصبية، بينما تمثل النموذج في الإيقاع والتشكيل العصبي، والدلالة في التجارب النفسية والعاطفية.

      

    - التشريح: في مصر القديمة واليونان، تم إجراء عمليات تشريح دماغية لفهم السلوك وعلاقته بالدماغ. هيراقليطس تحدث عن العقل كمساحة غير محدودة، وفيثاغورس اقترح أن الدماغ هو مركز المحاكاة العقلية. هيبوقراط اعتقد أن الدماغ يتحكم في السلوكيات وأن له دورًا في الحواس.


    2. العصور الوسطى:


    - أفلاطون وأرسطو: أفلاطون اقترح أن الروح لها ثلاثة أجزاء: الشهية، العقل، والمزاج، واعتبر أن توازن الصحة النفسية يعتمد على صحة العقل والجسد. بينما رأى أرسطو أن القلب هو مركز العمليات العقلية، وكان يعتقد أن الدماغ يبرد الدم.

      

    - التشريح العلني: في مصر القديمة (الحقبة البطلمية)، تم إجراء التشريحات في الأماكن العامة، مما ساعد في توسيع فهم العمليات الدماغية.


    3. العصور الحديثة:


    - نظرية الدورة الدموية: في القرن السابع عشر، اكتشف ويليام هارفي الدورة الدموية، مما قاد إلى نظريات حول كيفية تحريك الجهاز العصبي للعضلات. ظهرت نظريات مثل النظرية الهيدروليكية التي ترى أن السائل يتحرك عبر الخلايا العصبية لتحفيز الحركة.


    - أبحاث لاحقة: فرانسيس جليسون دحض نظرية البالون عن طريق تجربة فحص انقباض العضلات، بينما أثبت لويجي جلفاني أن التحفيز الكهربائي يمكن أن يسبب تقلص العضلات. هذه الاكتشافات شكلت الأساس لفهم كيف يتحكم الدماغ في الحركة.


    - تطور الفهم العصبي: في أوائل القرن التاسع عشر، مع تطور تقنيات الميكروسكوب، تم اكتشاف أن الخلية العصبية هي وحدة التركيب الأساسية للجهاز العصبي. كما طور ثيودور شوان فكرة أن الجهاز العصبي يتكون من خلايا عصبية مملوءة بالسائل. ومع ظهور طرق التصبيغ العصبي في أواخر القرن التاسع عشر، استطاع العلماء رؤية تفاصيل الأجزاء المختلفة من الخلايا العصبية.


    - الاكتشافات المهمة:كاميليو جولجي طور طريقة التصبيغ باستخدام نترات الفضة، مما ساعد على رؤية الخلايا العصبية بأكملها. هذه الطريقة سمحت للعلماء بفهم تركيب ووظائف النيورونات بشكل أكثر وضوحًا. ألفريد بينيه وعالم النفس الفرنسي طور أول اختبار لقياس الذكاء في عام 1905 بالتعاون مع سيمون، مما مهد الطريق لتطوير القياس العقلي.


     الخلاصة:

    علم النفس الفسيولوجي تطور عبر الزمن مع محاولات الفلاسفة والعلماء لفهم العلاقة بين النفس والجسد. بدأت هذه المحاولات مع الفلاسفة اليونانيين مثل أفلاطون وأرسطو، وتطورت مع الاكتشافات التشريحية والعصبية في العصور الحديثة.

  • العصبون (الخلايا العصبية)

    من الناحية التشريحية، يتكون الجهاز العصبي من وحدات بنائية صغيرة تسمى الخلايا العصبية (عصبونات). الخلية العصبية هي الوحدة الأساسية للنسيج العصبي، وهي صغيرة جدًا لدرجة أن رؤيتها بدون ميكروسكوب تكاد تكون مستحيلة. 

    - الخلية العصبية: 

    1. جسم الخلية: يحتوي على غشاء خلوي رقيق ينظم تبادل المواد الكيميائية بين الخلية ووسطها الخارجي. هذا التبادل يلعب دورًا كبيرًا في توليد جهود كهربائية تنشأ عند نقل الإشارات العصبية. يحتوي جسم الخلية على السيتوبلازم، والذي بدوره يحتوي على العديد من العناصر المهمة مثل الميتوكوندريا، التي تلعب دورًا في تنفس الخلية وإنتاج الطاقة اللازمة للجهاز العصبي.

    2. المحور الأسطواني العصبي (axons): هو امتداد طويل يخرج من جسم الخلية وينتهي بالتفرعات النهائية التي تشكل مناطق الاتصال بين الخلايا العصبية (المشابك العصبية). قد يُغلف المحور بغشاء النخاعين (الميليني)، والذي يساعد على تسريع نقل الإشارات العصبية.

     تركيب الخلية العصبية

    قبل الحديث عن السيالة العصبية، من الضروري أن نفهم التركيب الأساسي للخلية العصبية أو العصبون (Neuron). الخلايا العصبية هي الوحدة الأساسية التي يتكون منها الجهاز العصبي. وهي مسؤولة عن نقل الإشارات العصبية عبر الجسم. تتكون الخلية العصبية من ثلاثة أجزاء رئيسية:

    • جسم الخلية (Soma): يحتوي جسم الخلية على نواة الخلية والعُضَيّات الأخرى مثل الميتوكوندريا وجهاز غولجي. دور جسم الخلية هو دعم الخلية من خلال توفير الطاقة والبنية الضرورية لنقل الإشارات العصبية.

    • الزوائد الشجرية (Dendrites): هي تفرعات قصيرة تخرج من جسم الخلية وتستقبل الإشارات العصبية القادمة من الخلايا العصبية الأخرى. تعمل هذه التفرعات على نقل الإشارات إلى جسم الخلية لمعالجتها.

    • المحور العصبي (Axon): هو امتداد طويل يخرج من جسم الخلية وينقل الإشارات العصبية بعيدًا عنها. ينتهي المحور العصبي بتفرعات نهائية تسمى الأزرار الطرفية، حيث يتم نقل الإشارة إلى خلايا عصبية أخرى عبر ما يسمى بالاشتباك العصبي (Synapse). 

    • أنواع الخلايا العصبية:

    1. خلايا عصبية حسية واردة: مسؤولة عن نقل الإشارات الحسية من أعضاء الاستقبال إلى الجهاز العصبي المركزي.

    2. خلايا عصبية محركة صادرة: تنقل الإشارات من الجهاز العصبي المركزي إلى أعضاء الاستجابة، مثل العضلات.

  • 1.مقدمة

    السيالة العصبية أو النبضة العصبية (Nerve Impulse) هي الأسلوب الرئيسي الذي تتواصل من خلاله الخلايا العصبية مع بعضها البعض ومع أجزاء أخرى من الجسم. تلعب هذه السيالة دورًا حيويًا في الحفاظ على الوظائف الحيوية المختلفة، مثل الاستجابة للمؤثرات الحسية، نقل الأوامر الحركية إلى العضلات، وتنظيم العمليات الداخلية في الجسم. هذه المحاضرة ستقدم لكم شرحًا مفصلاً حول السيالة العصبية، فبعد الاطلاع على تكوين الخلية العصبية وصلنا إلى الآليات الكهروكيميائية التي تقود هذه العملية.

    2. مفهوم السيالة العصبية

    السيالة العصبية هي الإشارة الكهربائية التي تنتقل عبر العصبون استجابةً لمؤثر معين. عندما يتعرض العصبون لمؤثر، مثل لمس جسم ساخن أو مشاهدة ضوء ساطع، يحدث تغير كهربائي في غشاء الخلية العصبية يؤدي إلى انتقال هذه الإشارة عبر المحور العصبي.

    يمكن تشبيه السيالة العصبية بموجة تنتقل عبر البحر؛ فهي تبدأ من نقطة معينة على الغشاء الخلوي وتنتشر عبر العصبون إلى النقطة التي تنتهي عندها الإشارة، سواء كانت في عضلة أو في خلية عصبية أخرى.

    3. آلية توليد السيالة العصبية

    السيالة العصبية تعتمد بشكل أساسي على الفروق في تركيز الأيونات الكهربائية داخل وخارج الخلية العصبية. هذه الفروق تنشأ نتيجة حركة الأيونات عبر الغشاء الخلوي للخلية العصبية، والتي تتم عبر قنوات أيونية متخصصة. لفهم كيفية عمل السيالة العصبية، يجب دراسة عملية انتقال الأيونات عبر الغشاء الخلوي.

    • حالة الراحة (Resting State): في حالة الراحة، يكون العصبون مشحونًا كهربائيًا نتيجة لوجود تركيز عالٍ من أيونات الصوديوم (Na⁺) خارج الخلية وتركيز عالٍ من أيونات البوتاسيوم (K⁺) داخلها. تكون هذه الفروق في الشحنات نتيجة لعمل مضخة الصوديوم-البوتاسيوم، وهي بروتين في غشاء الخلية يعمل على نقل الصوديوم إلى الخارج والبوتاسيوم إلى الداخل. في حالة الراحة، يكون داخل الخلية مشحونًا بشحنة سالبة مقارنة بالخارج.

    • إزالة الاستقطاب (Depolarization): عندما يتعرض العصبون لمؤثر ما (مثل لمس شيء ساخن)، تفتح قنوات الصوديوم وتسمح بدخول أيونات الصوديوم إلى داخل الخلية. هذا يؤدي إلى تغيير الشحنة داخل الخلية، حيث تصبح موجبة بسبب دخول الأيونات الموجبة.

    • إعادة الاستقطاب (Repolarization): بعد فترة قصيرة من إزالة الاستقطاب، تبدأ قنوات البوتاسيوم بالفتح وتسمح بخروج أيونات البوتاسيوم من داخل الخلية إلى خارجها. هذه الحركة تعيد الشحنة السالبة إلى داخل الخلية.

    • فرط الاستقطاب (Hyperpolarization): في هذه المرحلة، قد يكون العصبون أكثر سالبية من حالة الراحة لفترة قصيرة قبل أن تعود الشحنة إلى حالة الراحة العادية.

    • عودة إلى حالة الراحة: بعد أن تمر السيالة العصبية، تعود مضخة الصوديوم-البوتاسيوم إلى العمل لإعادة توزيع الأيونات وإعادة الغشاء الخلوي إلى حالته الأصلية.

    4. سرعة السيالة العصبية وتأثير غمد الميلين

    تختلف سرعة انتقال السيالة العصبية بناءً على عدة عوامل، أحد أهم هذه العوامل هو غمد الميلين (Myelin Sheath). الميلين هو مادة دهنية تغلف المحور العصبي في بعض الخلايا العصبية. يعمل هذا الغمد على زيادة سرعة انتقال الإشارات العصبية من خلال آلية تسمى النقل القفزي (Saltatory Conduction)، حيث تقفز السيالة العصبية من نقطة إلى أخرى عبر العقد الصغيرة التي تفصل بين أغلفة الميلين. هذا يؤدي إلى تسريع عملية نقل الإشارات العصبية بشكل كبير.

    • الألياف العصبية الميلينية (Myelinated Fibers): تكون سرعة انتقال الإشارات في الألياف المغطاة بغمد الميلين أسرع بكثير مقارنة بالألياف غير المغطاة. على سبيل المثال، قد تصل سرعة الإشارات في الألياف المغطاة إلى 120 مترًا في الثانية، في حين تكون السرعة في الألياف غير الميلينية أقل بكثير.

    5. أنواع السيالات العصبية

    تتفاوت السيالات العصبية بحسب نوع المؤثر أو المعلومات التي تحملها. تنقسم السيالات العصبية إلى نوعين رئيسيين:

    • سيالات حسية (Sensory Impulses): وهي السيالات التي تنتقل من أعضاء الحس إلى الجهاز العصبي المركزي (المخ والحبل الشوكي). على سبيل المثال، عند لمس شيء ساخن، تنتقل الإشارات من مستقبلات الألم في الجلد إلى الدماغ عبر الألياف العصبية الحسية.

    • سيالات حركية (Motor Impulses): وهي السيالات التي تنتقل من الجهاز العصبي المركزي إلى العضلات أو الغدد لتنفيذ استجابة معينة. على سبيل المثال، بعد معالجة المعلومات الحسية في الدماغ، يتم إرسال سيالات حركية إلى عضلات اليد لسحبها بعيدًا عن الجسم الساخن.

    6. المشابك العصبية (Synapses)

    المشبك العصبي هو نقطة الاتصال بين خليتين عصبيتين أو بين خلية عصبية وخلية أخرى (مثل خلية عضلية أو غدية). تُعتبر المشابك العصبية موقعًا حيويًا في عملية نقل الإشارات العصبية، حيث يتم في هذه المنطقة نقل الإشارة العصبية من خلال نواقل عصبية كيميائية.

    • نقل السيالة عبر المشابك: عندما تصل السيالة العصبية إلى نهاية المحور العصبي (النهاية الطرفية)، تفتح قنوات الكالسيوم وتسمح بدخول أيونات الكالسيوم إلى داخل النهاية الطرفية. هذه الأيونات تحفز الحويصلات المشبكية على إطلاق النواقل العصبية إلى الفراغ المشبكي. تنتقل هذه النواقل العصبية عبر الفراغ المشبكي وتتفاعل مع مستقبلات على الخلية العصبية التالية، ما يؤدي إلى توليد سيالة عصبية جديدة في تلك الخلية.

    • النواقل العصبية (Neurotransmitters): تشمل النواقل العصبية المشهورة الأستيل كولين (Acetylcholine) والدوبامين (Dopamine) والسيروتونين (Serotonin). تؤدي هذه النواقل دورًا كبيرًا في نقل الإشارات عبر المشابك العصبية والتحكم في العمليات العقلية والجسدية.

    7. الأمراض والاضطرابات المرتبطة بالسيالات العصبية

    تؤدي أي اضطرابات في وظيفة السيالات العصبية إلى حدوث أمراض واضطرابات خطيرة في الجسم. على سبيل المثال:

    • التصلب المتعدد (Multiple Sclerosis): هو مرض يهاجم فيه الجهاز المناعي غمد الميلين، مما يؤدي إلى تدهور قدرة العصبونات على نقل السيالات العصبية بسرعة. ينتج عن هذا المرض أعراض مثل الضعف العضلي وفقدان التوازن.

    • الصرع (Epilepsy): يحدث نتيجة اضطرابات كهربائية في الدماغ تؤدي إلى توليد إشارات عصبية مفرطة تؤدي إلى نوبات صرعية.

    الخاتمة

    السيالة العصبية هي أساس عملية التواصل العصبي في الجسم، وهي ما يجعلنا قادرين على الشعور بالعالم من حولنا والاستجابة له. تعمل الخلايا العصبية كنظام متكامل يعتمد على الآليات الكهروكيميائية لنقل الإشارات بسرعة ودقة، ما يجعلها أساسًا للعديد من العمليات الحيوية في الجسم. Understanding the complex nature of nerve impulses helps us appreciate the remarkable efficiency of the nervous system in maintaining homeostasis and responding to our environment.


  • المقدمة: يُعد الجهاز العصبي المركزي من أكثر الأجهزة تعقيدًا وأهمية في جسم الإنسان، حيث يلعب دورًا رئيسيًا في التحكم بجميع وظائف الجسم النفسية والجسدية. يشمل هذا الجهاز الدماغ والنخاع الشوكي، ويعمل كمنظومة متكاملة تنقل المعلومات وتنسق العمليات العصبية. الهدف من هذه المحاضرة هو استعراض تركيب الجهاز العصبي المركزي ووظائفه المختلفة، والآليات العصبية الأساسية التي تدعم تلك الوظائف.

    أولاً: تركيب الجهاز العصبي المركزي الجهاز العصبي المركزي يتألف من جزأين رئيسيين: الدماغ والنخاع الشوكي.

    1. الدماغ:

      • القشرة المخية: تُعتبر الجزء الخارجي من الدماغ، وتُغطي الدماغ كطبقة خارجية مسؤولة عن العمليات المعرفية العليا، مثل التفكير، واتخاذ القرارات، والإدراك. تحتوي على الخلايا العصبية (العصبونات) المسؤولة عن تنظيم وتحليل المعلومات الحسية.
      • الجهاز الحوفي: يتكون من مجموعة من الهياكل العصبية في الجزء الأوسط من الدماغ، ويشمل التكوين الحصيني (hippocampus) واللوزة الدماغية (amygdala). يلعب الجهاز الحوفي دورًا أساسيًا في التحكم بالعواطف والذاكرة طويلة المدى.
      • المخيخ: يقع أسفل الدماغ ويشارك في تنظيم وتنسيق الحركة وتوازن الجسم، وكذلك ضمان دقة الحركات.
      • جذع الدماغ: يربط الدماغ بالنخاع الشوكي، ويتحكم في الوظائف الأساسية التي تبقينا على قيد الحياة، مثل التنفس، ومعدل ضربات القلب، وتنظيم النوم.
    2. النخاع الشوكي:

      • هو حزمة من الألياف العصبية الممتدة داخل القناة الفقرية، ويعمل كمسار نقل للإشارات العصبية بين الدماغ وبقية أجزاء الجسم. إضافة إلى دوره كناقل للإشارات، يقوم النخاع الشوكي بتنفيذ بعض الانعكاسات العصبية (reflexes) التي تحدث دون تدخل الدماغ، مثل ردود الفعل السريعة عند التعرض للحرارة.

    ثانيًا: الخلايا العصبية (العصبونات) ودورها في الجهاز العصبي المركزي تتكون الأنسجة العصبية من نوعين أساسيين من الخلايا: الخلايا العصبية (العصبونات) والخلايا الدبقية. تلعب العصبونات دورًا أساسيًا في إرسال واستقبال الإشارات العصبية.

    1. الهيكل العام للعصبون:

      • يتكون العصبون من ثلاثة أجزاء رئيسية:
        • الجسم الخلوي: يحتوي على النواة، ويمثل مركز الخلية العصبية حيث يتم تجميع المعلومات ومعالجتها.
        • الشجيرات العصبية: تفرعات قصيرة تستقبل الإشارات من عصبونات أخرى وتنقلها إلى الجسم الخلوي.
        • المحور العصبي: تفرع طويل ينقل الإشارات العصبية بعيدًا عن جسم الخلية نحو خلايا أخرى، سواءً كانت عصبونات أخرى أو خلايا عضلية أو غدية.
    2. آلية النقل العصبي:

      • تنتقل الإشارات عبر العصبونات من خلال عمليات كهروكيميائية تُعرف بالسيالة العصبية. تعتمد هذه العمليات على حركة الأيونات داخل وخارج الخلايا العصبية عبر الأغشية الخلوية، مما يغير من شحنة الغشاء ويسمح بمرور الإشارة على طول العصبون.
    3. النقل الكيميائي بين العصبونات:

      • تتواصل العصبونات فيما بينها عبر مشابك عصبية، حيث يتم إفراز نواقل عصبية مثل الدوبامين والسيروتونين. تعمل هذه النواقل كرسائل كيميائية تنتقل بين العصبونات لتنسيق نشاط الجهاز العصبي وتسهيل التواصل بين الخلايا.

    ثالثًا: وظائف الجهاز العصبي المركزي

    1. التحكم في الإدراك الحسي:

      • يستقبل الجهاز العصبي المركزي إشارات حسية من المستقبلات المختلفة في الجسم (مثل البصر، والسمع، واللمس) ويقوم بمعالجتها لتكوين صورة متكاملة عن العالم المحيط.
    2. تنظيم الحركة:

      • الجهاز العصبي المركزي، وخاصة المخيخ والقشرة الحركية، مسؤول عن التخطيط للحركات الدقيقة، وتنسيق الأنشطة الحركية، وضبط التوازن أثناء الحركة.
    3. الذاكرة والتعلم:

      • يعد الحصين من الأجزاء الهامة في الدماغ التي تشارك في تخزين الذكريات طويلة المدى، والتي تعتبر أساسية في عمليات التعلم. يعالج الدماغ المعلومات الجديدة ويخزنها لاسترجاعها عند الحاجة، ما يسمح بالتعلم واكتساب المعرفة الجديدة.
    4. التحكم في العمليات اللاواعية:

      • تتولى مناطق معينة من الدماغ، مثل جذع الدماغ، تنظيم العمليات اللاواعية كالتنفس ومعدل ضربات القلب والهضم. هذه العمليات تعمل باستمرار للحفاظ على استقرار وظائف الجسم الضرورية للحياة.

    رابعًا: التأثيرات النفسية والإدراكية للجهاز العصبي المركزي يرتبط الجهاز العصبي المركزي ارتباطًا وثيقًا بالسلوك البشري والعمليات العقلية المختلفة. قد يؤدي أي خلل أو إصابة في الجهاز العصبي المركزي إلى تغيرات في السلوك، مثل اضطرابات المزاج أو فقدان القدرة على التحكم بالحركات.

    خامسًا: تطور الجهاز العصبي المركزي عبر العصور تعود الدراسات حول الجهاز العصبي إلى عصور قديمة، حيث كان الفلاسفة والأطباء اليونانيون مثل أبقراط وأرسطو يهتمون بدور الدماغ في السلوك والإدراك. ومع تقدم العلوم، أسهمت التكنولوجيا مثل المجهر الكهربائي وتقنيات التصوير الطبي في فهم أدق للجهاز العصبي المركزي.

    الخاتمة: يُعد الجهاز العصبي المركزي مكونًا حيويًا لا غنى عنه في جسم الإنسان، حيث يؤثر في كل جانب من جوانب حياتنا من الحركة إلى التفكير وحتى العمليات اللاواعية. إن الفهم العميق لتركيب ووظائف الجهاز العصبي المركزي لا يساعد فقط في تقديم علاجات أفضل للاضطرابات العصبية والنفسية، بل يفتح أيضًا أفقًا جديدًا لفهم أعمق لآلية العقل البشري.


  • ثالثًا: وظائف الجهاز العصبي المركزي

    1. التحكم في الإدراك الحسي:

      • يستقبل الجهاز العصبي المركزي إشارات حسية من المستقبلات المختلفة في الجسم (مثل البصر، والسمع، واللمس) ويقوم بمعالجتها لتكوين صورة متكاملة عن العالم المحيط.
    2. تنظيم الحركة:

      • الجهاز العصبي المركزي، وخاصة المخيخ والقشرة الحركية، مسؤول عن التخطيط للحركات الدقيقة، وتنسيق الأنشطة الحركية، وضبط التوازن أثناء الحركة.
    3. الذاكرة والتعلم:

      • يعد الحصين من الأجزاء الهامة في الدماغ التي تشارك في تخزين الذكريات طويلة المدى، والتي تعتبر أساسية في عمليات التعلم. يعالج الدماغ المعلومات الجديدة ويخزنها لاسترجاعها عند الحاجة، ما يسمح بالتعلم واكتساب المعرفة الجديدة.
    4. التحكم في العمليات اللاواعية:

      • تتولى مناطق معينة من الدماغ، مثل جذع الدماغ، تنظيم العمليات اللاواعية كالتنفس ومعدل ضربات القلب والهضم. هذه العمليات تعمل باستمرار للحفاظ على استقرار وظائف الجسم الضرورية للحياة.

    رابعًا: التأثيرات النفسية والإدراكية للجهاز العصبي المركزي يرتبط الجهاز العصبي المركزي ارتباطًا وثيقًا بالسلوك البشري والعمليات العقلية المختلفة. قد يؤدي أي خلل أو إصابة في الجهاز العصبي المركزي إلى تغيرات في السلوك، مثل اضطرابات المزاج أو فقدان القدرة على التحكم بالحركات.

    خامسًا: تطور الجهاز العصبي المركزي عبر العصور تعود الدراسات حول الجهاز العصبي إلى عصور قديمة، حيث كان الفلاسفة والأطباء اليونانيون مثل أبقراط وأرسطو يهتمون بدور الدماغ في السلوك والإدراك. ومع تقدم العلوم، أسهمت التكنولوجيا مثل المجهر الكهربائي وتقنيات التصوير الطبي في فهم أدق للجهاز العصبي المركزي.

    الخاتمة: يُعد الجهاز العصبي المركزي مكونًا حيويًا لا غنى عنه في جسم الإنسان، حيث يؤثر في كل جانب من جوانب حياتنا من الحركة إلى التفكير وحتى العمليات اللاواعية. إن الفهم العميق لتركيب ووظائف الجهاز العصبي المركزي لا يساعد فقط في تقديم علاجات أفضل للاضطرابات العصبية والنفسية، بل يفتح أيضًا أفقًا جديدًا لفهم أعمق لآلية العقل البشري.



  • المقدمة: 

    إن الجهاز العصبي المحيطي (PNS) يُعد عنصرًا حيويًا في جسم الإنسان، فهو المسؤول عن ربط الجهاز العصبي المركزي (CNS) بكافة أنحاء الجسم. هذا الجهاز يعبر عن شبكة واسعة من الأعصاب تمتد على طول الجسم لتربط الأعضاء المختلفة مثل العضلات والغدد بالمخ والحبل الشوكي، حيث تنقل الإشارات العصبية التي تسهل العمليات الحيوية اليومية.

    التعريف والتكوين: الجهاز العصبي المحيطي يتكون من الأعصاب القحفية والأعصاب الشوكية، وكل منهما يؤدي أدوارًا محددة:

    الأعصاب القحفية:

    عددها 12 زوجًا.

    تنشأ من الدماغ وتنتشر في الرأس والعنق.

    يتميز بعضها بوظائف حسية مثل نقل الإشارات المتعلقة بالرؤية أو السمع، والبعض الآخر بوظائف حركية تتحكم في العضلات، وبعضها مختلط.

    الأعصاب الشوكية:

    عددها 31 زوجًا.

    تنشأ من الحبل الشوكي عبر فتحات العمود الفقري.

    تنقسم حسب مناطق خروجها إلى الأعصاب الرقبية، الصدرية، القطنية، العجزية، والعصعصية.

    الأدوار الرئيسية للجهاز العصبي المحيطي:

    نقل الإشارات الحسية:

    تجمع المعلومات من البيئة (مثل الألم، الحرارة، الضغط) وتنقلها إلى الجهاز العصبي المركزي.

    تحفيز الحركة:

    إرسال إشارات من الدماغ والحبل الشوكي إلى العضلات لتحفيز الحركات الإرادية وغير الإرادية.

    تنظيم الوظائف اللاإرادية:

    تنظيم العمليات الحيوية مثل التنفس وضربات القلب عبر الأعصاب اللاإرادية.

    أقسام الجهاز العصبي المحيطي:

    الجهاز العصبي الجسدي (Somatic Nervous System):

    يتحكم في الحركات الإرادية.

    ينقل الإشارات الحسية من الجلد والمفاصل إلى الجهاز العصبي المركزي.

    الجهاز العصبي الذاتي (Autonomic Nervous System):

    يتحكم في الوظائف اللاإرادية.

    ينقسم إلى قسمين رئيسيين:

    الجهاز العصبي السمبثاوي (Sympathetic Nervous System): يحفز الجسم خلال حالات الطوارئ ("القتال أو الهروب").

    الجهاز العصبي الباراسمبثاوي (Parasympathetic Nervous System): يهدئ الجسم ويحافظ على التوازن.

    الأعصاب ووظائفها: تمتد الأعصاب في الجهاز العصبي المحيطي لتقوم بالوظائف التالية:

    الأعصاب الحسية:

    تنقل الإشارات من الجلد والأعضاء إلى الدماغ، مثل الإحساس بالألم.

    الأعصاب الحركية:

    تنقل الإشارات من الجهاز العصبي المركزي إلى العضلات لتحفيز الحركة.

    الأعصاب المختلطة:

    تؤدي وظائف حسية وحركية معًا.

    الأمراض المرتبطة بالجهاز العصبي المحيطي:

    اعتلال الأعصاب الطرفية (Peripheral Neuropathy):

    ينشأ من تلف الأعصاب الطرفية.

    الأسباب: مرض السكري، الالتهابات، أو التعرض للسموم.

    الأعراض: خدر، ألم، ضعف في الأطراف.

    متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barré Syndrome):

    اضطراب مناعي ذاتي يهاجم الأعصاب الطرفية.

    الأعراض: ضعف تدريجي قد يؤدي إلى شلل.

    التصلب الجانبي الضموري (ALS):

    مرض يؤثر على الأعصاب الحركية، مسببًا ضعفًا تدريجيًا في العضلات.

    آليات العمل والتفاعل مع الأجهزة الأخرى:

    يتداخل الجهاز العصبي المحيطي مع الجهاز المركزي لإدارة الاستجابات السريعة والفعالة.

    ينسق مع الجهاز العضلي لإحداث الحركة ومع الغدد لضبط العمليات الأيضية.

    يساعد على الحفاظ على استقرار الجسم عبر الأعصاب الذاتية.

    تطبيقات وأبحاث حديثة:

    العلاج الجيني:

    يساعد في استعادة وظائف الأعصاب التالفة.

    الأجهزة التعويضية:

    تُستخدم لتحويل الإشارات العصبية إلى أوامر ميكانيكية في الأطراف الصناعية.

    الأبحاث الدوائية:

    تطور عقاقير لعلاج اعتلال الأعصاب الناتج عن السكري.

    الخاتمة: الجهاز العصبي المحيطي هو المسؤول الأول عن تكامل التواصل بين الدماغ والجسم، مما يسمح للإنسان بالتفاعل مع بيئته بكفاءة. ومع التقدم الطبي المستمر، يصبح فهم آليات هذا الجهاز وأمراضه أكثر أهمية لتحسين جودة الحياة وتطوير حلول علاجية مبتكرة.

  • المقدمة

    الجهاز العصبي المستقل، المعروف أيضًا بالجهاز العصبي الذاتي أو اللاإرادي، يعد من أهم الأنظمة البيولوجية المسؤولة عن الحفاظ على استقرار الجسم واستجابته للمتغيرات البيئية المختلفة. على الرغم من كونه نظامًا يعمل خارج نطاق الإرادة الواعية، إلا أنه يتحكم بوظائف حيوية بالغة الأهمية مثل معدل ضربات القلب، الهضم، التعرق، وضغط الدم. يتكون هذا الجهاز من مكونات معقدة تعمل بتنسيق دقيق لضمان استجابة الجسم بشكل مناسب للظروف المختلفة، سواء كانت استجابات طارئة أو لحفظ التوازن الطبيعي.


    أهمية الجهاز العصبي المستقل

    الجهاز العصبي المستقل هو النظام الذي يتيح للجسم أداء مهامه الحيوية بدون الحاجة إلى التفكير الواعي. فهو يدير العمليات الداخلية للجسم، مما يضمن استمرار الحياة في الحالات الطبيعية والطارئة.

    أهم وظائفه تشمل:


    الحفاظ على الاستتباب الداخلي: من خلال تنظيم حرارة الجسم، مستويات السكر، وضغط الدم.

    توفير الاستجابة السريعة للحالات الطارئة مثل الخوف أو الإجهاد من خلال "استجابة الهروب أو المواجهة".

    دعم الهضم والراحة من خلال تعزيز وظائف الجهاز الهضمي في الأوقات العادية.

    البنية التشريحية للجهاز العصبي المستقل

    1. التقسيمات الأساسية

    الجهاز العصبي المستقل ينقسم إلى جزئين رئيسيين يعملان بطريقة متعاكسة لتحقيق التوازن:


    الجهاز العصبي السمبتاوي (Sympathetic Nervous System):


    يتدخل في الأوقات التي يحتاج فيها الجسم إلى استجابات سريعة للطوارئ.

    مسؤول عن تنشيط الطاقة المخزنة وتحفيز الأجهزة لمواجهة التحديات.

    يتسبب في تسارع ضربات القلب، توسع حدقة العين، وتحفيز إفراز الأدرينالين.

    الجهاز العصبي الباراسمبتاوي (Parasympathetic Nervous System):


    يهيمن أثناء فترات الراحة ويعمل على استعادة الطاقة.

    يحفز الهضم، يقلل معدل ضربات القلب، ويساعد على الاسترخاء.

    2. البنية العصبية للجهاز العصبي المستقل

    يتكون هذا الجهاز من شبكة معقدة تشمل:


    الألياف العصبية قبل العقدية (Preganglionic Fibers):

    ألياف قصيرة تنقل الإشارات العصبية من الحبل الشوكي إلى العقد العصبية.

    الألياف العصبية بعد العقدية (Postganglionic Fibers):

    ألياف طويلة تحمل الإشارات من العقد العصبية إلى الأعضاء المستهدفة مثل القلب والمعدة.

    العقد العصبية:

    العقد السمبتاوية: توجد على جانبي العمود الفقري وتعمل كمراكز لتوزيع الإشارات العصبية السمبتاوية.

    العقد الباراسمبتاوية: تقع بالقرب من الأعضاء المستهدفة أو داخل جدرانها.

    3. النواقل العصبية

    تعمل النواقل العصبية كوسيط لنقل الإشارات داخل الجهاز العصبي المستقل:


    الأستيل كولين (Acetylcholine): الناقل الأساسي للجهاز الباراسمبتاوي.

    النورإبينفرين (Norepinephrine): الناقل الأساسي للجهاز السمبتاوي، ويلعب دورًا رئيسيًا في الاستجابة للطوارئ.

    آلية العمل الوظيفي للجهاز العصبي المستقل

    الجهاز السمبتاوي

    يعمل الجهاز السمبتاوي عندما يواجه الجسم مواقف تتطلب استجابة سريعة. الوظائف الأساسية تشمل:


    زيادة معدل ضربات القلب: لتحسين ضخ الدم المحمل بالأكسجين إلى العضلات.

    توسيع حدقة العين: للسماح بدخول كمية أكبر من الضوء لتحسين الرؤية.

    تحفيز الغدة الكظرية: لإطلاق الأدرينالين الذي يزيد من سرعة التفاعل.

    إبطاء الهضم: لتوجيه الطاقة إلى العضلات بدلًا من العمليات الهضمية.

    الجهاز الباراسمبتاوي

    يتولى الجهاز الباراسمبتاوي مسؤولية استعادة التوازن الداخلي بعد انتهاء حالة الطوارئ:


    خفض معدل ضربات القلب: لتوفير الطاقة.

    تعزيز عملية الهضم: عن طريق زيادة نشاط الأمعاء وإفراز الإنزيمات.

    انقباض المثانة: لتسهيل الإخراج.

    تضييق حدقة العين: لتقليل التحفيز البصري.

    التوازن بين السمبتاوي والباراسمبتاوي

    يحافظ الجهاز العصبي المستقل على التوازن من خلال عمل الجهازين بطريقة متكاملة. في حالة الإجهاد، يسيطر الجهاز السمبتاوي لإعداد الجسم لمواجهة التحديات، بينما يعيد الجهاز الباراسمبتاوي التوازن عند انتهاء التهديد.


    العضو الجهاز السمبتاوي الجهاز الباراسمبتاوي

    القلب يزيد معدل ضرباته يقلل من المعدل

    الرئتين يوسع الشعب الهوائية يضيق الشعب الهوائية

    الهضم يثبط نشاط المعدة يحفز نشاط المعدة

    العين يوسع الحدقة يضيق الحدقة

    دور الجهاز العصبي المستقل في الحالات الطارئة

    استجابة الهروب أو المواجهة (Fight or Flight):

    عند مواجهة تهديد، يتم تنشيط الجهاز السمبتاوي بسرعة من خلال:


    إفراز الأدرينالين والنورإبينفرين: لتحفيز القلب والعضلات.

    زيادة تدفق الدم إلى العضلات: عن طريق تضييق الأوعية الدموية للأعضاء غير الضرورية.

    تثبيط العمليات الغير عاجلة: مثل الهضم والتبول.

    استجابة الراحة والهضم (Rest and Digest):

    بعد انتهاء التهديد، يعيد الجهاز الباراسمبتاوي وظائف الجسم إلى طبيعتها:


    تعزيز استرخاء العضلات.

    تحفيز إفراز العصارات الهضمية.

    استعادة مستوى السكر الطبيعي في الدم.

    الأمراض المرتبطة بالجهاز العصبي المستقل

    خلل الوظائف المستقلة (Dysautonomia):


    اضطراب يؤثر على تنظيم الوظائف الحيوية مثل ضغط الدم والهضم.

    يتسبب في الدوخة، التعب، واضطرابات الجهاز الهضمي.

    فرط النشاط السمبتاوي:


    يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، التعرق المفرط، وارتفاع ضغط الدم.

    خلل الجهاز الباراسمبتاوي:


    يتسبب في اضطرابات هضمية وصعوبة في الاسترخاء.

    التقنيات الحديثة لدراسة الجهاز العصبي المستقل

    التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI):

    يسمح بمراقبة نشاط الجهاز العصبي أثناء تحفيز مختلف الوظائف المستقلة.

    تخطيط كهرباء الجلد (Electrodermal Activity):

    يقيس الاستجابة الودية من خلال التغيرات في التعرق.

    تحليل النواقل العصبية:

    لدراسة التفاعل بين الأستيل كولين والنورإبينفرين وتأثيرهما على الأعضاء.

    الخاتمة

    الجهاز العصبي المستقل هو العمود الفقري لتنظيم العمليات الحيوية اللاإرادية. فهمنا العميق لوظائفه وآلياته يساعد في تحسين علاج العديد من الأمراض المرتبطة به، مثل اضطرابات الضغط، الهضم، والقلق. إن تسخير التقنيات الحديثة لدراسة هذا الجهاز يعد خطوة أساسية نحو تعزيز الحياة البشرية 


  • مقدمة

    علم سيكولوجية الإفراز الداخلي يركز على الدور الأساسي للهرمونات والنواقل العصبية في تنظيم العمليات الحيوية والسلوكية. هذه المواد الكيميائية تسهم في كل جانب من جوانب حياتنا، بدءًا من المزاج والطاقة وحتى القرارات التي نتخذها. يمكن اعتبار الهرمونات والنواقل العصبية وسائل تواصل كيميائي تربط بين أجزاء الجسم المختلفة، مما يحقق تكاملاً داخليًا. تستعرض هذه المحاضرة بالتفصيل المفاهيم الأساسية وآليات العمل والوظائف الرئيسية لكل من الهرمونات والنواقل العصبية وتأثيراتها على السلوك والصحة النفسية.


    الجهاز الغددي: هيكله وأهميته


    تعريف الغدد

    الغدد هي أنسجة مسؤولة عن إفراز مواد كيميائية تُعرف بالهرمونات. تعمل الغدد بتنسيق مع الجهاز العصبي لضمان استقرار الجسم من خلال ما يُعرف بالتوازن الداخلي (Homeostasis).


    تصنيفات الغدد

    1. **الغدد الصماء**:

       - لا تحتوي على قنوات.

       - تفرز الهرمونات مباشرة في مجرى الدم.

       - أمثلة: الغدة النخامية، الغدة الدرقية.

    2. **الغدد القنوية**:

       - تحتوي على قنوات تنقل إفرازاتها إلى سطح الجلد أو داخل تجاويف الجسم.

       - أمثلة: الغدد العرقية، الغدد اللعابية.

    3. **الغدد المشتركة**:

       - تقوم بوظيفتي الغدد الصماء والقنوية.

       - أمثلة: البنكرياس (يفرز الإنسولين في الدم وإنزيمات هضمية في الأمعاء).


    أهمية الغدد

    - تنظيم الأيض والعمليات الحيوية.

    - التحكم في النمو والتكاثر.

    - دعم استجابات الجسم للإجهاد.


    تعريف الهرمونات وآليات تأثيرها


    تعريف الهرمونات

    الهرمونات هي جزيئات كيميائية تُفرَز من الغدد الصماء وتنتقل عبر الدم لتؤثر على أنسجة بعيدة، مما يضمن تكامل العمليات الحيوية داخل الجسم.


    آلية عمل الهرمونات

    1. **الإفراز والدوران**:

       - يتم إفراز الهرمون في الدم.

       - ينتقل إلى الأنسجة المستهدفة.

    2. **الارتباط بمستقبلات الخلايا**:

       - تحتوي الخلايا المستهدفة على مستقبلات محددة تتفاعل مع الهرمونات.

       - يرتبط الهرمون بالمستقبل ويبدأ سلسلة من التفاعلات داخل الخلية.

    3. **تحقيق الوظيفة**:

       - تحفيز إنتاج الطاقة.

       - تنظيم استقلاب الدهون والكربوهيدرات.

       - تحفيز النمو أو التكاثر الخلوي.


    خصائص الهرمونات

    - **تخصص التأثير**: كل هرمون يؤثر فقط على خلايا تحمل مستقبلات محددة.

    - **الانتشار الواسع**: يمكن للهرمونات الوصول إلى خلايا في أنحاء الجسم المختلفة.

    - **الاستجابة المتأخرة**: مقارنة بالنواقل العصبية، قد تأخذ تأثيرات الهرمونات ساعات أو أيام لتظهر.


    أهم الغدد الصماء ووظائفها الرئيسية


    الغدة النخامية (Master Gland)

    - تُعرف بالغدة الرئيسية لأنها تتحكم في إفرازات الغدد الأخرى.

    - تفرز هرمونات مثل:

      - **هرمون النمو (GH)**: يعزز نمو العظام والعضلات.

      - **البرولاكتين**: يحفز إنتاج الحليب عند الأمهات.

      - **الأوكسايتوسين**: يعزز الترابط الاجتماعي ويساعد في تقلصات الرحم أثناء الولادة.


    الغدة الدرقية

    - تلعب دورًا رئيسيًا في التحكم بمعدل الأيض.

    - **هرمون الثيروكسين (Thyroxine)**:

      - يزيد من استهلاك الأكسجين وإنتاج الطاقة.

    - **الكالسيتونين**:

      - ينظم مستويات الكالسيوم في الدم.


    الغدة الكظرية

    - تساعد الجسم على التأقلم مع الإجهاد.

    - **الأدرينالين والنورأدرينالين**:

      - يزيدان من دقات القلب وضغط الدم لتوفير الطاقة في حالات الطوارئ.

    - **الكورتيزول**:

      - ينظم استجابات الجسم للضغط العصبي.


    البنكرياس

    - **الإنسولين**:

      - يخفض مستويات السكر في الدم من خلال تسهيل امتصاصه في الخلايا.

    - **الجلوكاجون**:

      - يرفع مستويات السكر في الدم عند الحاجة لتوفير الطاقة.


    الغدد التناسلية

    - **التستوستيرون**: يعزز نمو الخصائص الجنسية الذكرية.

    - **الإستروجين والبروجستيرون**: ينظمان الدورة الشهرية وتطور الخصائص الأنثوية.


    النواقل العصبية: أهميتها وآليات عملها


    تعريف النواقل العصبية

    النواقل العصبية هي مواد كيميائية تنقل الإشارات بين الخلايا العصبية أو بين الأعصاب والعضلات عبر المشابك العصبية.


    أنواع النواقل العصبية

    1. **النواقل المثيرة**:

       - تُحفز الإشارات العصبية.

       - أمثلة: الجلوتامات، النورأدرينالين.

    2. **النواقل المثبطة**:

       - تقلل من النشاط العصبي.

       - أمثلة: جابا (GABA)، السيروتونين.


    آلية عمل النواقل العصبية

    1. **إطلاق الناقل العصبي**:

       - يتم تحرير الناقل من النهاية المحورية إلى المشبك العصبي.

    2. **الارتباط بالمستقبلات**:

       - ترتبط جزيئات الناقل بمستقبلات الخلايا المستهدفة.

    3. **إنهاء الإشارة**:

       - يتم امتصاص الناقل مرة أخرى أو تدميره بواسطة إنزيمات لتجنب استمرارية الإشارة.


    النواقل العصبية الرئيسية ودورها في السلوك


    الدوبامين

    - يتحكم في المشاعر والدوافع.

    - يرتبط بالمكافأة والسعادة.

    - مستوياته غير الطبيعية قد تسبب الإدمان أو الفصام.


    السيروتونين

    - ينظم المزاج والنوم والشهية.

    - نقصه مرتبط بالاكتئاب والقلق.


    الأدرينالين والنورأدرينالين

    - يُحفزان استجابات الطوارئ.

    - يزيدان من التركيز والطاقة.


    جابا (GABA)

    - يقلل من القلق.

    - يعزز الاسترخاء والنوم.


    الجلوتامات

    - يُحسن التعلم والذاكرة.

    - زيادة نشاطه يمكن أن تسبب مشاكل عصبية مثل الصرع.


    التفاعل بين الجهاز العصبي والغدد الصماء


    نظام الإجهاد (HPA Axis)

    1. تبدأ الاستجابة عند التعرض لخطر (مثل صوت مفاجئ).

    2. يرسل الدماغ إشارات إلى الهيبوطالاموس لتحفيز الغدة النخامية.

    3. تفرز الغدة النخامية الكورتيزول عبر الغدة الكظرية.

    4. ينتشر الكورتيزول في الجسم لتهيئته لمواجهة التحدي.


    تأثير الهرمونات والنواقل العصبية على السلوك


    1. **التأثير العاطفي**:

       - الدوبامين يساهم في الشعور بالرضا.

       - السيروتونين يمنح الاستقرار العاطفي.

    2. **التأثير السلوكي:

    الأدرينالين يزيد من الجرأة.

    الكورتيزول يعزز التركيز تحت الضغط.

    التأثير الفسيولوجي:

    الإنسولين يتحكم في الطاقة المتاحة للجسم.

    الخاتمة

    الهرمونات والنواقل العصبية عناصر حاسمة في سيكولوجية الإفراز الداخلي. فهم تأثيرها يمكن أن يُسهم في علاج العديد من الاضطرابات النفسية والجسدية مثل الاكتئاب والقلق، كما يُوضح العلاقة الوثيقة بين العمليات الكيميائية الحيوية والسلوك البشري

  • **المقدمة**

    تعد الهرمونات والنواقل العصبية من الركائز الأساسية التي تحافظ على توازن الجسم وتنظم سلوكه ووظائفه. تشارك هذه المواد الكيميائية في عملية التواصل داخل الجسم، حيث تلعب الهرمونات دورًا في التواصل بين الغدد والأنسجة المستهدفة، بينما تعمل النواقل العصبية على نقل الإشارات بين الخلايا العصبية والجهاز العصبي. تهدف هذه المحاضرة إلى تقديم شرح شامل حول الهرمونات والنواقل العصبية، مع التركيز على أنواعها، وظائفها، وآليات عملها.


     **الجزء الأول: الهرمونات**


     **1. تعريف الهرمونات**

    الهرمونات هي مواد كيميائية تُفرزها الغدد الصماء مباشرة في مجرى الدم، وتؤثر على الأعضاء المستهدفة لتنظيم العديد من الوظائف الحيوية.


     **2. أنواع الهرمونات**

    يمكن تصنيف الهرمونات إلى:

    1. **هرمونات بروتينية:**

       - تتكون من سلاسل طويلة من الأحماض الأمينية.

       - مثال: الإنسولين، الذي ينظم مستويات السكر في الدم.

    2. **هرمونات ستيرويدية:**

       - مشتقة من الكوليسترول.

       - مثال: الكورتيزول، الذي يلعب دورًا في الاستجابة للتوتر.

    3. **هرمونات أمينية:**

       - مشتقة من الأحماض الأمينية.

       - مثال: الأدرينالين، الذي يساعد في الاستجابة للطوارئ.


     **3. وظائف الهرمونات**

    1. تنظيم العمليات الأيضية.

    2. التحكم في النمو والتطور.

    3. المساعدة في الحفاظ على توازن السوائل والأملاح.

    4. تنظيم الاستجابات للإجهاد (مثل الكورتيزول).

    5. التحكم في الجهاز التناسلي.


     **4. الغدد الصماء الرئيسية والهرمونات التي تنتجها**

    1. **الغدة النخامية:**

       - تُعرف بـ "الغدة المايسترو" لأنها تنظم عمل معظم الغدد الأخرى.

       - تفرز هرمونات مثل هرمون النمو (GH) والهرمون المنشط للغدة الدرقية (TSH).

    2. **الغدة الدرقية:**

       - تنتج هرمونات الثيروكسين (T4) وثلاثي يود الثيرونين (T3) اللذين ينظمان عملية الأيض.

    3. **الغدد الكظرية:**

       - تُفرز الأدرينالين والكورتيزول، وهما ضروريان للاستجابة للتوتر.

    4. **البنكرياس:**

       - يفرز الإنسولين والجلوكاجون، اللذين ينظمان مستويات السكر في الدم.


     **5. آلية عمل الهرمونات**

    - ترتبط الهرمونات بالمستقبلات الخاصة بها على الخلايا المستهدفة.

    - تؤدي هذه الارتباطات إلى سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تُحدث تغييرات في وظيفة الخلية.


     **الجزء الثاني: النواقل العصبية**


     **1. تعريف النواقل العصبية**

    النواقل العصبية هي مواد كيميائية تُفرزها الخلايا العصبية لنقل الإشارات بين الخلايا العصبية وبعضها أو بين الخلايا العصبية والخلايا المستهدفة (كالعضلات والغدد).


    **2. أنواع النواقل العصبية**

    1. **نواقل عصبية مثيرة:**

       - تزيد من احتمال توليد السيالة العصبية في الخلية المستهدفة.

       - مثال: **الجلوتامات**.

    2. **نواقل عصبية مثبطة:**

       - تقلل من احتمال توليد السيالة العصبية.

       - مثال: **حمض الغاما أمينوبيوتيريك (GABA)**.


     **3. أمثلة على النواقل العصبية ووظائفها**

    1. **الدوبامين:**

       - مرتبط بالمكافأة والتحفيز.

       - نقصه يؤدي إلى أمراض مثل الباركنسون.

    2. **السيروتونين:**

       - يساهم في تنظيم المزاج والنوم.

       - نقصه يرتبط بالاكتئاب.

    3. **النورإبينفرين (النورأدرينالين):**

       - يلعب دورًا في الاستجابة للتوتر.

    4. **الأسيتيل كولين:**

       - أساسي للذاكرة والتعلم.

       - نقصه يرتبط بمرض الزهايمر.


     **4. آلية عمل النواقل العصبية**

    1. تُخزن النواقل العصبية في الحويصلات داخل الخلايا العصبية.

    2. عند وصول السيالة العصبية، تُفرز النواقل العصبية في الفراغ بين الخلايا (المشبك العصبي).

    3. ترتبط النواقل العصبية بالمستقبلات الخاصة بها على الخلية المستهدفة.

    4. يمكن أن تؤدي إلى استثارة أو تثبيط الخلية المستهدفة.


     **الجزء الثالث: الفروق بين الهرمونات والنواقل العصبية**


    | العنصر            | الهرمونات                       | النواقل العصبية                   |

    |-------------------|---------------------------------|------------------------------------|

    | وسيلة النقل       | تنتقل عبر الدم                  | تنتقل عبر المشابك العصبية         |

    | نطاق التأثير      | تؤثر على أعضاء وخلايا متعددة   | تأثيرها محدود بالخلايا العصبية المجاورة |

    | زمن التأثير        | تأثيرها طويل الأمد              | تأثيرها سريع وقصير الأمد           |


     **الجزء الرابع: التفاعل بين الهرمونات والنواقل العصبية**

    - يعمل النظامان معًا للحفاظ على التوازن الداخلي.

    - مثال:

       - عند التوتر، تُفرز الغدد الكظرية هرمون الأدرينالين، ويُفرز الدماغ النورإبينفرين لتنشيط الجسم.


     **الجزء الخامس: الأمراض والاضطرابات المرتبطة**

    1. **الاضطرابات الهرمونية:**

       - فرط نشاط الغدة الدرقية.

       - نقص الإنسولين (السكري).

    2. **الاضطرابات العصبية:**

       - الاكتئاب (نقص السيروتونين).

       - مرض الباركنسون (نقص الدوبامين).


     **الخاتمة**

    الهرمونات والنواقل العصبية تعمل بتناغم لضمان استقرار الجسم ووظائفه الحيوية. فهم آليات عملهما يمكن أن يساعد في تطوير علاجات للعديد من الأمراض العصبية والهرمونية، مما يعزز جودة الحياة للأفراد.

  •  المقدمة:

    الجهاز العصبي هو أحد أهم الأنظمة في جسم الإنسان، حيث يلعب دورًا محوريًا في تنظيم العمليات الحيوية والسلوكية. إصابات الجهاز العصبي تعد من القضايا الصحية الأكثر تعقيدًا، نظرًا لتأثيرها العميق على الوظائف الجسدية والعقلية. في هذه المحاضرة، سنتناول تعريف الجهاز العصبي، تركيبته، أنواع إصاباته، أسبابها، الأعراض المترتبة عليها، طرق التشخيص، أساليب العلاج، وأخيرًا استعراض التحديات المستقبلية.


     الجزء الأول: **تعريف الجهاز العصبي ومكوناته**


    الجهاز العصبي هو منظومة معقدة تنظم معظم وظائف الجسم. يمكن تقسيمه إلى:

    1. **الجهاز العصبي المركزي (CNS):**

       - يتكون من الدماغ والنخاع الشوكي.

       - مسؤول عن معالجة المعلومات واتخاذ القرارات وإرسال الإشارات العصبية.


    2. **الجهاز العصبي المحيطي (PNS):**

       - يشمل الأعصاب المحيطية التي تربط الجهاز العصبي المركزي ببقية أجزاء الجسم.

       - ينقسم إلى:

         - **الجهاز العصبي الجسدي**: يتحكم في العضلات الإرادية.

         - **الجهاز العصبي اللاإرادي**: ينظم العمليات الحيوية مثل الهضم والتنفس.


    3. **الجهاز العصبي اللاإرادي:**

       - ينقسم إلى الجهاز الودي ونظير الودي.

       - ينسق بين الأنشطة التلقائية مثل تنظيم معدل ضربات القلب وضغط الدم.


     الوظائف الرئيسية:

    - استقبال ومعالجة المنبهات الخارجية والداخلية.

    - إرسال الإشارات للتحكم في الحركة والإحساس.

    - الحفاظ على التوازن الداخلي للجسم.


     الجزء الثاني: **أنواع إصابات الجهاز العصبي**


     1. **إصابات الدماغ:**

       - **الارتجاج (Concussion):** إصابة خفيفة تؤدي إلى اضطراب مؤقت في وظائف الدماغ.

       - **نزيف الدماغ (Brain Hemorrhage):** يحدث نتيجة تمزق الأوعية الدموية داخل الدماغ.

       - **إصابات الدماغ المفتوحة:** تنتج عن اختراق جسم خارجي للجمجمة.


     2. **إصابات النخاع الشوكي:**

       - **الإصابات الكاملة:** تؤدي إلى فقدان تام للحركة أو الإحساس تحت موقع الإصابة.

       - **الإصابات الجزئية:** تتسبب في فقدان جزئي للحركة أو الإحساس.


     3. **إصابات الأعصاب المحيطية:**

       - تؤدي إلى ضعف أو فقدان الإحساس والحركة في المناطق التي تغذيها الأعصاب المتضررة.


     4. **الإصابات الناتجة عن الأمراض العصبية:**

       - التصلب اللويحي (Multiple Sclerosis).

       - السكتة الدماغية (Stroke).

       - أمراض التنكس العصبي مثل الزهايمر والشلل الرعاش.


     الجزء الثالث: **أسباب إصابات الجهاز العصبي**


     1. **الحوادث والإصابات المباشرة:**

       - السقوط.

       - حوادث السيارات.

       - الإصابات الرياضية.


     2. **الأمراض:**

       - **السكتة الدماغية:** انسداد الأوعية الدموية أو تمزقها.

       - **الأورام:** نمو غير طبيعي في الدماغ أو النخاع الشوكي.


     3. **العدوى:**

       - **التهاب السحايا:** عدوى تصيب الأغشية المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي.

       - **التهاب الدماغ الفيروسي.**


     4. **الأسباب الخلقية:**

       - تشوهات الجهاز العصبي مثل السنسنة المشقوقة.


     5. **التسمم:**

       - التعرض للسموم الكيميائية أو الأدوية.


     الجزء الرابع: **الأعراض الناتجة عن إصابات الجهاز العصبي**


     1. **الأعراض الحسية:**

       - فقدان أو ضعف الإحساس.

       - الشعور بالوخز أو التنميل.


     2. **الأعراض الحركية:**

       - الشلل الجزئي أو الكلي.

       - ضعف التحكم الحركي.


     3. **الأعراض العقلية:**

       - ضعف الذاكرة.

       - صعوبة التركيز.

       - التغيرات المزاجية.


     4. **أعراض متعلقة بالوظائف الحيوية:**

       - صعوبة التنفس.

       - فقدان التحكم في المثانة أو الأمعاء.


    الجزء الخامس: **تشخيص إصابات الجهاز العصبي**


     1. **الفحص السريري:**

       - تقييم الأعراض الحسية والحركية.

       - قياس الاستجابات الانعكاسية.


     2. **الفحوص التصويرية:**

       - **التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI):**

         - يوفر صورًا مفصلة للدماغ والنخاع الشوكي.

       - **التصوير المقطعي المحوسب (CT):**

         - يستخدم لرصد النزيف أو الكسور.

       - **التصوير بالبوزيترون (PET):**

         - يوضح نشاط الدماغ من خلال تتبع الجلوكوز المشع.


     3. **الفحوص الكهربائية:**

       - **تخطيط كهربائية الدماغ (EEG):**

         - يقيس النشاط الكهربائي للدماغ.

       - **تخطيط العضلات الكهربائي (EMG):**

         - يقيم وظائف العضلات والأعصاب.


     4. **الفحوص المختبرية:**

       - تحليل السائل النخاعي للكشف عن العدوى أو الالتهابات.


     الجزء السادس: **أساليب العلاج والتأهيل**


     1. **العلاج الطبي:**

       - **العلاج الدوائي:**

         - أدوية مضادة للالتهابات.

         - الأدوية المضادة للتشنجات.

       - **الجراحة العصبية:**

         - إزالة الأورام.

         - تخفيف الضغط عن الدماغ أو النخاع الشوكي.


     2. **العلاج الطبيعي:**

       - تحسين الحركة والمرونة.

       - استعادة التوازن العضلي.


     3. **العلاج الوظيفي:**

       - تدريب المريض على أنشطة الحياة اليومية.

       - تحسين المهارات الحركية الدقيقة.


     4. **العلاج النفسي:**

       - دعم المريض للتكيف مع الإصابات.

       - تحسين الصحة النفسية والتقليل من القلق والاكتئاب.


     5. **استخدام التكنولوجيا الحديثة:**

       - الأطراف الصناعية الروبوتية.

       - العلاج باستخدام الواقع الافتراضي.


     الجزء السابع: **التحديات والآفاق المستقبلية**


     1. **التحديات:**

       - صعوبة استعادة وظائف الجهاز العصبي بالكامل بعد الإصابات.

       - التكلفة العالية للعلاج والتأهيل.


     2. **الآفاق المستقبلية:**

       - استخدام الخلايا الجذعية لتجديد الأعصاب التالفة.

       - تطوير الأدوية التي تعزز من تجديد الأعصاب.

       - تحسين تقنيات إعادة التأهيل باستخدام الذكاء الاصطناعي.


     الخاتمة:

    إصابات الجهاز العصبي تمثل تحديًا كبيرًا للمرضى ومقدمي الرعاية الصحية. ومع ذلك، فإن التطور المستمر في التقنيات الطبية وأساليب العلاج يفتح أبوابًا جديدة للأمل في تحسين حياة المصابين. من الضروري العمل على زيادة التوعية بأهمية الوقاية من الإصابات ودعم الأبحاث للوصول إلى علاجات أكثر فعالية.

  •  **المقدمة**

    المخدرات هي مواد كيميائية تؤثر على وظائف الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى تغييرات في المزاج، والإدراك، والسلوك. تعمل المخدرات من خلال تعديل نشاط النواقل العصبية أو التأثير على المستقبلات في الدماغ. تهدف هذه المحاضرة إلى تقديم شرح شامل لفيزيولوجية عمل المخدرات، أنواعها، آليات تأثيرها على الجهاز العصبي، والأضرار الناتجة عنها.


     **الجزء الأول: تعريف المخدرات وآلية تأثيرها**


     **1. تعريف المخدرات**

    - المخدرات هي مواد كيميائية تؤثر على الجهاز العصبي المركزي (CNS) والجهاز العصبي المحيطي (PNS)، مما يؤدي إلى تغييرات في الإدراك والسلوك.

    - يمكن تصنيف المخدرات إلى:

      - **مواد طبيعية:** مثل الأفيون.

      - **مواد اصطناعية:** مثل الأمفيتامينات.

      - **مواد شبه اصطناعية:** مثل الهيروين.


     **2. آلية تأثير المخدرات**

    - تعمل المخدرات على الجهاز العصبي من خلال:

      - تعزيز نشاط النواقل العصبية (مؤثرات مثيرة).

      - تثبيط نشاط النواقل العصبية (مؤثرات مثبطة).

      - منع إعادة امتصاص النواقل العصبية في المشبك العصبي.

      - تحفيز إفراز النواقل العصبية بكميات مفرطة.


     **3. تأثير المخدرات على المشابك العصبية**

    - **التأثير على الإطلاق:** بعض المخدرات تزيد أو تقلل من إفراز النواقل العصبية.

    - **التأثير على المستقبلات:** ترتبط المخدرات بالمستقبلات العصبية لتحفيز أو تثبيط استجابات معينة.

    - **التأثير على إعادة الامتصاص:** تمنع بعض المخدرات إعادة امتصاص النواقل العصبية، مما يؤدي إلى تراكمها في المشبك العصبي.


    **الجزء الثاني: تصنيف المخدرات وآثارها الفيزيولوجية**


     **1. المنشطات (Stimulants):**

    - تزيد من نشاط الجهاز العصبي.

    - **أمثلة:**

      - **الكوكايين:** يمنع إعادة امتصاص الدوبامين، مما يؤدي إلى شعور بالمتعة.

      - **الأمفيتامينات:** تحفز إفراز الدوبامين والنورإبينفرين.

    - **الآثار:**

      - زيادة النشاط والطاقة.

      - تقليل الإحساس بالتعب.

      - زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم.


     **2. المهدئات (Depressants):**

    - تقلل من نشاط الجهاز العصبي.

    - **أمثلة:**

      - **الكحول:** يعزز نشاط حمض الغاما أمينوبيوتيريك (GABA)، مما يؤدي إلى تأثير مهدئ.

      - **البنزوديازيبينات:** تستخدم لعلاج القلق واضطرابات النوم.

    - **الآثار:**

      - الاسترخاء.

      - تثبيط النشاط الحركي والمعرفي.

      - بطء التنفس.


     **3. المواد الأفيونية (Opioids):**

    - تعمل على تسكين الألم وتسبب الشعور بالنشوة.

    - **أمثلة:**

      - **المورفين والهيروين:** يرتبطان بمستقبلات الأفيونات في الدماغ.

    - **الآثار:**

      - تخفيف الألم.

      - تثبيط الجهاز التنفسي.

      - الإدمان عند الاستخدام طويل الأمد.


     **4. المهلوسات (Hallucinogens):**

    - تسبب تغييرات في الإدراك والوعي.

    - **أمثلة:**

      - **إل إس دي (LSD):** يؤثر على مستقبلات السيروتونين.

      - **الفطر السحري (Psilocybin):** يغير النشاط العصبي في القشرة المخية.

    - **الآثار:**

      - تغييرات في الإدراك الحسي.

      - هلوسات بصرية وسمعية.

      - اضطرابات نفسية.


     **5. القنب (Cannabis):**

    - يحتوي على مركب **THC** الذي يؤثر على مستقبلات الكانابينويد.

    - **الآثار:**

      - الشعور بالاسترخاء.

      - تغيير في الإدراك.

      - ضعف في الذاكرة قصيرة المدى.


     **الجزء الثالث: تأثير المخدرات على الدماغ والجسم**


     **1. تأثير المخدرات على الدماغ**

    - **النظام المكافئ (Reward System):**

      - العديد من المخدرات تعمل على زيادة إفراز الدوبامين في النظام المكافئ، مما يسبب شعورًا بالنشوة.

      - مع الاستخدام المتكرر، يزداد اعتماد الدماغ على المخدر للحصول على الشعور بالمكافأة.

    - **التأثير على القشرة الجبهية:**

      - المخدرات تؤثر على اتخاذ القرار والتحكم في السلوك.

    - **التأثير على الحُصين:**

      - تؤدي إلى مشاكل في التعلم والذاكرة.


     **2. تأثير المخدرات على الجسم**

    - زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

    - ضعف الجهاز المناعي.

    - مشاكل في الكبد والكلى.

    - اضطرابات هضمية.


     **الجزء الرابع: الإدمان والتسامح (Tolerance)**


     **1. مفهوم الإدمان**

    - الإدمان هو اضطراب عصبي يؤدي إلى الحاجة الملحة لاستهلاك المخدرات، رغم العواقب السلبية.

    - يتطور الإدمان بسبب اعتماد الدماغ على المخدرات للحصول على المتعة.


     **2. التسامح**

    - التسامح هو حالة يقل فيها تأثير الجرعة المعتادة من المخدر، مما يدفع الفرد لزيادة الجرعة.

    - يحدث بسبب التكيف العصبي مع وجود المخدر.


     **الجزء الخامس: علاج الإدمان وإعادة التأهيل**


     **1. استراتيجيات العلاج**

    - **العلاج الدوائي:**

      - الميثادون لعلاج إدمان الأفيونات.

      - النالتريكسون لمنع تأثير المواد الأفيونية.

    - **العلاج السلوكي:**

      - العلاج المعرفي السلوكي (CBT) لتغيير أنماط التفكير والسلوك.

    - **إعادة التأهيل:**

      - برامج دعم اجتماعي ونفسي.


     **2. الوقاية**

    - التوعية بأضرار المخدرات.

    - تعزيز برامج الصحة النفسية.

    - توفير بدائل صحية لتخفيف التوتر.


     **الجزء السادس: الأضرار الاجتماعية والاقتصادية للمخدرات**

    - زيادة الجرائم المرتبطة بالإدمان.

    - التأثير على العلاقات الأسرية.

    - تكلفة علاج الإدمان وأثرها على النظام الصحي.


     **الخاتمة**

    فيزيولوجية عمل المخدرات تُظهر كيف يمكن لهذه المواد أن تعيد تشكيل وظائف الدماغ والجسم. الإدمان لا يقتصر على الأثر الصحي، بل يمتد إلى الأبعاد النفسية والاجتماعية والاقتصادية. مكافحة الإدمان تتطلب تعاونًا مجتمعيًا ودعمًا مستمرًا للأبحاث والعلاج.

  • مقدمة موسعة

    الانفعالات والتوتر حالات نفسية وجسدية معقدة تصاحب الإنسان في مختلف مواقف الحياة. تتجسد هذه الحالات في تغيرات فسيولوجية تشمل معظم أجهزة الجسم، وتؤثر بشكل مباشر على الصحة الجسدية والنفسية. لفهم هذه الظواهر، يجب دراسة آلياتها العصبية والهرمونية، وكيفية تفاعل الجهاز العصبي مع الغدد الصماء لإحداث استجابات سريعة وفعالة تضمن التكيف والبقاء.
    تتضمن هذه المحاضرة عرضًا شاملاً لمكونات الاستجابة الانفعالية، بدءًا من التغيرات العصبية، مرورًا بالتأثيرات الهرمونية، وصولًا إلى الأعراض السريرية والآثار طويلة الأمد على الصحة النفسية والجسدية.

    محاور المحاضرة

    1. تعريف الانفعال والتوتر وأنواعهما

    • الانفعال: حالة شعورية ذاتية تصاحبها تغيرات فسيولوجية ومظاهر تعبيرية خارجية61.

    • التوتر: استجابة الجسم لمؤثرات خارجية أو داخلية تُفسَّر على أنها تهديد أو تحدٍ3.

    • أنواع الانفعالات: الفرح، الحزن، الخوف، الغضب، الدهشة، الاشمئزاز.

    • التوتر الحاد مقابل التوتر المزمن.

    2. الأسس العصبية للانفعال والتوتر

    • دور الجهاز العصبي المركزي (الدماغ، المهاد، الجهاز الحوفي)7.

    • دور الجهاز العصبي الذاتي (الودي واللاودي) في الاستجابة الانفعالية6.

    • شرح استجابة "الكر أو الفر" (Fight or Flight)46.

    • نظرية كانون-بارد في تفسير الانفعال7.

    3. الآليات الهرمونية للاستجابة الانفعالية

    • الغدد الصماء ودورها في الاستجابة (الغدة الكظرية، النخامية، الدرقية)46.

    • الكورتيزول: هرمون التوتر، آلية إفرازه، تأثيراته على الجسم42.

    • الأدرينالين والنورأدرينالين: دورهما في تسريع الاستجابات الجسدية6.

    • التفاعل بين التوتر والاختلال الهرموني، خاصة عند النساء2.

    4. التغيرات الفسيولوجية المصاحبة للانفعال والتوتر

    • الدورة الدموية: تسارع ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم، تغير تدفق الدم للأطراف65.

    • الجهاز التنفسي: تسارع التنفس، اتساع الشعب الهوائية6.

    • الجهاز الهضمي: اضطراب المعدة، الإسهال أو الإمساك، توقف مؤقت للهضم356.

    • العضلات: توتر العضلات، زيادة تدفق الدم، الاستعداد للحركة6.

    • الجلد: التعرق، شحوب الوجه أو احمراره، قشعريرة6.

    • الغدد: زيادة إفراز الأدرينالين والكورتيزول، تغيرات في إفراز الهرمونات الأخرى46.

    • المظاهر الخارجية: تعبيرات الوجه، تغير نبرة الصوت، حركات لا إرادية65.

    5. الأعراض الجسدية والعقلية للتوتر والانفعال

    • أعراض جسدية: آلام الرأس، اضطرابات المعدة، آلام العضلات، جفاف الفم، انخفاض الطاقة35.

    • أعراض عقلية: ضعف التركيز، النسيان، صعوبة اتخاذ القرار، انخفاض الإنتاجية، النظرة السلبية للأمور3.

    6. الآثار طويلة المدى للتوتر والانفعال المزمن

    • ضعف جهاز المناعة، زيادة القابلية للأمراض24.

    • ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم56.

    • اضطرابات النوم، التعب المزمن، مشاكل في الخصوبة2.

    • اضطرابات المزاج: الاكتئاب، القلق، ضعف الأداء الذهني23.

    7. التداخل بين العوامل العصبية والهرمونية والسلوك

    • كيف تؤثر التغيرات الفسيولوجية على السلوك اليومي.

    • أمثلة تطبيقية: استجابة الطلاب للامتحانات، استجابة السائقين في المواقف الخطرة.

    • التفاعل بين العوامل النفسية والاجتماعية والفسيولوجية.

    8. استراتيجيات إدارة التوتر والانفعالات

    • تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق.

    • العلاج المعرفي السلوكي.

    • النشاط البدني والتغذية الصحية.

    • دور الدعم الاجتماعي.

    نماذج من محتوى المحاضرة (مقتطفات موسعة):

    الأسس العصبية لاستجابة التوتر والانفعال

    عندما يتعرض الإنسان لموقف يثير الانفعال أو التوتر، تبدأ عملية معقدة في الجهاز العصبي المركزي، حيث ترسل المراكز العليا في الدماغ (خاصة الجهاز الحوفي والمهاد) إشارات إلى الجهاز العصبي الذاتي. يتولى الجهاز العصبي الودي تفعيل استجابة الكر أو الفر، حيث يتم إفراز الأدرينالين والنورأدرينالين من الغدة الكظرية، مما يؤدي إلى تسارع ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم، وزيادة تدفق الدم إلى العضلات467.

    "المهاد هو المنطقة التي تنطلق منها الدفعات العصبية التي تثير درجةً شديدةً من النشاط الانفعالي العضلي والحشوي، وذلك في غياب التحكم القشري"7.

    الدور الهرموني في الاستجابة للانفعال والتوتر

    تلعب الغدد الصماء، وخاصة الغدة الكظرية، دورًا محوريًا في تنظيم الاستجابة الفسيولوجية للتوتر. عند التعرض لموقف ضاغط، يفرز الجسم هرمون الكورتيزول، الذي يساعد على تعبئة الطاقة وتأخير العمليات غير الضرورية (مثل الهضم) لضمان مواجهة التحدي42. إذا استمر التوتر لفترة طويلة، يؤدي ارتفاع الكورتيزول المزمن إلى ضعف المناعة، زيادة الوزن، واضطرابات المزاج والنوم24.

    المظاهر الفسيولوجية المصاحبة للانفعال

    تشمل التغيرات الفسيولوجية الناتجة عن الانفعال:

    • تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم65.

    • زيادة سرعة التنفس واتساع الشعب الهوائية6.

    • توقف أو اضطراب الهضم، مما يسبب الغثيان أو الإسهال أو الإمساك36.

    • توتر العضلات وزيادة تدفق الدم إليها6.

    • تغيرات في تعبيرات الوجه ونبرة الصوت65.

    الآثار السلبية للتوتر والانفعال المزمن

    يؤدي التوتر المزمن إلى أضرار صحية ونفسية متعددة، منها:

    • ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري56.

    • اضطرابات النوم والتعب المزمن23.

    • ضعف المناعة وزيادة القابلية للعدوى24.

    • اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب والقلق23.

    التفاعل بين التوتر والاختلال الهرموني

    هناك علاقة ثنائية الاتجاه بين التوتر واختلال التوازن الهرموني، حيث يؤدي التوتر المزمن إلى إفراز مفرط للكورتيزول، مما يؤثر سلبًا على الهرمونات الجنسية والدرقية، ويزيد من احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق، خاصة لدى النساء2.

    خاتمة

    تُعد الاستجابة الفسيولوجية للانفعالات والتوتر نموذجًا لتكامل عمل الجهاز العصبي مع الغدد الصماء، بما يضمن للإنسان التكيف مع متغيرات الحياة. إلا أن استمرار هذه الاستجابة بشكل مزمن قد يؤدي إلى آثار صحية ونفسية خطيرة، ما يستدعي فهم الآليات العصبية والهرمونية لها، وتعلم استراتيجيات فعالة لإدارتها

  • الأسس العصبية للاضطرابات النفسية: من الخلل البيولوجي إلى السلوك المرضي

    مقدمة: الجسر بين البيولوجيا والسلوك

    الاضطرابات النفسية ليست مجرد "أفكار سلبية" أو "ضعف شخصية"، بل هي نتاج تفاعل معقد بين العوامل البيولوجية (الجينات، النواقل العصبية، بنية الدماغ) والعوامل النفسية والاجتماعية. تهدف هذه المحاضرة إلى رصد الآليات العصبية الكامنة وراء الاضطرابات النفسية، وكيف تترجم الاختلالات البيولوجية إلى أعراض سلوكية وإدراكية.

    المحاور الرئيسية

    1. الأساس الجيني للاضطرابات النفسية

    • دور الجينات في نقل القابلية للإصابة:
      تزيد بعض الطفرات الجينية (مثل جين COMT المرتبط بالفصام) من احتمالية الإصابة، لكنها لا تضمنها. تُظهر الدراسات أن التوائم المتماثلة تصل نسبة الإصابة المشتركة بالاكتئاب إلى 40%27.

    • التفاعل الجيني-البيئي (نموذج الاستعداد-الضغط):
      حتى الجينات عالية الخطورة (مثل جين 5-HTTLPR المرتبط بالقلق) تتطلب محفزات بيئية (كالصدمات) لتفعيلها23.

    2. النواقل العصبية: لغة الدماغ الكيميائية

    • السيروتونين:
      يرتبط انخفاضه بالاكتئاب والوسواس القهري. تفسر مثبطات استرداد السيروتونين (SSRIs) فعاليتها في تحسين المزاج24.

    • الدوبامين:
      فرط نشاطه في الفصام (نظرية فرضية الدوبامين)، بينما نقصه في مرض باركنسون يرتبط بالاكتئاب26.

    • الجلوتامات:
      اختلال توازنها قد يؤدي إلى نوبات الهلع واضطرابات القلق57.

    3. البنية الدماغية ووظائفها

    • اللوزة (Amygdala):
      تتحكم في الاستجابة للخوف. تظهر دراسات التصوير نشاطًا مفرطًا فيها لدى مرضى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)24.

    • الحُصين (Hippocampus):
      يتقلص حجمه في الاكتئاب المزمن بسبب ارتفاع الكورتيزول، مما يؤثر على الذاكرة67.

    • القشرة الأمامية الجبهية (Prefrontal Cortex):
      ضعف نشاطها مرتبط بضعف اتخاذ القرار في اضطراب الشخصية الحدية47.

    4. الجهاز العصبي الذاتي والتوتر

    • استجابة الكر أو الفر (Fight or Flight):
      يؤدي التوتر المزمن إلى إفراز مستمر للأدرينالين والكورتيزول، مما يُتلف الخلايا العصبية ويُضعف المناعة67.

    • الخلل في الجهاز الباراسمبثاوي:
      يرتبط باضطرابات الهضم (مثل القولون العصبي) الناتجة عن القلق36.

    5. دراسات حالة: اضطرابات نموذجية

    • الفصام:

      • الخلل البيولوجي: فرط نشاط مستقبلات الدوبامين في المسار الميزوليمبي.

      • السلوك المرضي: الهلوسة السمعية، الضلالات25.

    • الاكتئاب الشديد:

      • الخلل البيولوجي: نقص السيروتونين، ضمور الحُصين.

      • السلوك المرضي: انعدام المتعة، الأفكار الانتحارية47.

    • اضطراب القلق العام:

      • الخلل البيولوجي: فرط نشاط اللوزة، نقص GABA.

      • السلوك المرضي: القلق المفرط، الأرق36.

    6. التفاعل بين العوامل البيولوجية والنفسية

    • نموذج الحيوي-النفسي-الاجتماعي:
      مثال: قد يؤدي الاعتداء الجنسي في الطفولة (عامل اجتماعي) إلى تغيرات في إفراز الكورتيزول (عامل حيوي)، مما يزيد القابلية للاكتئاب (عامل نفسي)27.

    • الأفكار السلبية وتأثيرها على الكيمياء الدماغية:
      التفكير السلبي المزمن (مثل "أنا فاشل") يقلل من إنتاج السيروتونين، مُشكلًا حلقة مفرغة47.

    7. العلاجات البيولوجية الحديثة

    • الأدوية النفسية:

      • مثبطات استرداد السيروتونين (SSRIs) لعلاج الاكتئاب.

      • مضادات الذهان غير النمطية (مثل أولانزابين) التي تستهدف مستقبلات الدوبامين والسيروتونين24.

    • التحفيز الدماغي العميق (DBS):
      يُستخدم لعلاج الوسواس القهري المقاوم للعلاج عن طريق تحفيز النواة المتكئة57.

    • العلاج بالضوء:
      يُعدل إفراز الميلاتونين لعلاج الاضطرابات الموسمية6.

    نماذج موسعة من المحتوى

    دراسة تصوير الدماغ في الفصام

    تُظهر صور الرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) نشاطًا غير طبيعي في الفص الجبهي للمرضى، مما يفسر ضعف التخطيط والهلوسة. في المقابل، تظهر الدراسات أن الأدوية المضادة للذهان تُنظم تدفق الدوبامين، مما يُحسن الأعراض بنسبة 70%25.

    التأثير طويل المدى للصدمات على الدماغ

    التعرض للاعتداء في الطفولة يقلل من حجم الحُصين بنسبة 15%، ويُضعف الاتصال بين اللوزة والقشرة الأمامية، مما يزيد من الاندفاعية وصعوبة تنظيم الانفعالات في مرحلة البلوغ27.

    خاتمة: نحو فهم تكاملي

    الاضطرابات النفسية هي نتاج شبكة معقدة من التفاعلات بين الجينات والكيمياء الدماغية والتجارب الحياتية. يتطلب العلاج نهجًا متكاملًا يجمع بين الأدوية (لتصحيح الخلل البيولوجي) والعلاج النفسي (لإعادة تنظيم الأفكار والسلوكيات).