تعود أصول استهلاك المخدرات إلى العصور القديمة، حيث كانت تستخدم لأغراض متنوعة مثل العلاج والتخدير والتسلية. لم يكن استهلاكها شائعًا ولم تظهر مخاطرها بوضوح حتى العصر الحديث، حيث تطور الطب واكتشف خطورتها على الصحة والمجتمع. هذه المواد اكتُشفت بطرق عشوائية أو تجريبية في مناطق مختلفة من عالم، وكان اكتشافها أيضا نتيجة للبحث عن علاجات طبيعية للأمراض. عرف البشر نبات القنب الهندي منذ القدم، وكان يُستخدم في صناعات متعددة وطقوس دينية.
كما أن الصينيون كانوا من أوائل المعرفين بتناول هذه النبتة (القنب الهندي) قبل الميلاد بآلاف السنين، لكنهم لم يستخدموها كمخدر بخلاف الهنود. كما استخدمت الكنائس المسيحية القنب الهندي كمادة مخدرة في طقوسها الدينية. في العالم العربي، ظهرت المخدرات منذ زمن بعيد وتشابهت الأنماط مع تلك في بعض الثقافات الأخرى، حيث كان يُزرع الحشيش في مصر ويتم استهلاكه بشكل رئيسي من قبل الفقراء. أما القات فانتقل إلى اليمن عام 925 مع غزو الحبشة لليمن، ومن ثم انتشر إلى بعض المناطق في فلسطين مع هجرة اليهود من اليمن.
بينما كان الأفيون معروفًا في بلاد الرافدين وحضارة النيل في وقت مبكر، وذكرت أوراق البردي المصري عنه قبل الميلاد بآلاف السنين. تُعرف المواد المخدرة بأنها كل مادة تحتوي على مواد منبهة أو مهدئة، تسبب تأثيرات نفسية واجتماعية إذا استخدمت خارج الاستخدامات الطبية والصناعية الموجهة. يؤدي تعاطي المخدرات إلى التعود والإدمان الذي يحدث نتيجة التفاعل المستمر بين الجسد والمواد التي تدخل إليه وذاكرة العصبونات التي تلعب دورا محوريا في نقل تلك التأثيرات إلى الوعي، وهذا ما يتسبب في أضرار نفسية وتلحق بها العواقب الاجتماعية والاقتصادية.
أصبحت ظاهرة الإدمان على المخدرات من أبرز المشاكل التي تواجه المجتمعات، حيث يتزايد عدد المدمنين وكذا أنواع المخدرات بمرور الوقت. ولوحِظ أن الإدمان لم يعد مقتصرًا على الأثرياء فقط، بل بات يشمل فئات أوسع من الطبقات الاجتماعية، حتى غزت هذه الظاهرة عقول وأجساد الايناث ليصبح ملاحظا دون ستار ثم لتؤكده الدراسات الحديثة.